إذا كنت تحاول التوقف عن التدخين، فتناول قدرا أكبر من الفاكهة والخضراوات، فإن ذلك قد يساعدك ـ طبقا لنتائج دراسة جديدة في مجال الصحة العامة نشرتها الأسبوع الماضي جامعة بافالو الأمريكية بمجلة أبحاث التبغ والنيكوتين ـ ليس فقط في الإقلاع عن التدخين، ولكن أيضا علي أن تظل بعيدا عنه لفترة طويلة.


وتعد هذه أول دراسة موسعة عن العلاقة بين تناول الفاكهة والخضراوات والتوقف عن التدخين، ويقول الباحثون المشاركون في هذه الدراسة إنهم تمكنوا من إجراء مسح علي ألف مدخن ممن تزيد أعمارهم علي 25 سنة من خلال حوارات تليفونية أجريت بطريقة عشوائية، كما تمكنوا من متابعتهم لمدة 14 شهر تالية. وإستفسر الباحثون عن مدي التزام المدخنين بالامتناع عن التدخين خلال الشهر الأخير للمتابعة. وكانت الدراسات الأخري، كما يقول الدكتور جاري جيوفيتو أستاذ ورئيس قسم صحة المجتمع والسلوكيات الصحية بجامعة بافالو، قد اتخذت منهج اللقطات الفوتوغرافية السريعة، مستفسرين من المدخنين وغير المدخنين عن وجباتهم الغذائية. 

ويضيف أنهم عرفوا من دراساتهم السابقة أن الذين تمكنوا من الامتناع عن التدخين لأقل من 6 أشهر إستهلكوا قدرا أكبر من الفاكهة والخضروات، مقارنة بمن لا يزالون مدخنين، وما لم يتمكن الباحثون من معرفته ـ كما يقول جيوفينو ـ ما إذا كان الممتنعون عن التدخين حديثا قد تناولوا قدرا أكبر من الفاكهة والخضراوات، أو ما إذا كان المدخنون الذين تناولوا قدرا أكبر من الفاكهة والخضراوات أكثر احتمالا للتوقف عن التدخين. واكتشفت دراسة جامعة بافالو أن المدخنين الذين استهلكوا أكبر قدر من الفاكهة والخضروات كانوا أكثر قدرة علي التوقف عن التدخين، وذلك بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بأقرانهم ممن استهلكوا أقل قدر من الفاكهة والخضراوات. 

كذلك وجدت الدراسة أن كل من استهلكوا قدرا أكبر من الفاكهة والخضراوات كانوا يدخنون عددا أقل من السجائر يوميا، بل وتمكنوا من إرجاء تدخينهم للسيجارة الأولي في اليوم لأطول فترة ممكنة، كما سجلوا نتيجة منخفضة في درجة الاعتماد علي النيكوتين مقارنة بغيرهم ممن استهلكوا قدرا أقل من الفاكهة والخضراوات. 
ويقول الدكتور جيفري هيباك الباحث الرئيسى في هذه الدراسة رغم أن هذه الدراسة: تمثل مجرد ملاحظة، إلا أنها توضح أن تحسين نمط الوجبة الغذائية عند الفرد قد يسهل من الإقلاع عن التدخين، وهناك عدة تفسيرات محتملة، مثل خفض درجة الاعتماد علي النيكوتين عند من يستهلكون قدرا كبيرا من الفاكهة والخضراوات، أو أن زيادة محتوي الوجبات الغذائية من الألياف الموجودة بالفاكهة والخضراوات يجعل الأفراد يشعرون بدرجة أكبر من الإمتلاء، لأن المدخنين يخلطون أحيانا بين الإحساس بالجوع والحاجة الملحة للتدخين، لأن التبغ خلافا لبعض الأطعمة مثل اللحوم والمشروبات المحتوية علي الكافيين والكحوليات، يعرف بتنشيط الإحساس بالرغبة في تدخين التبغ، حيث إن أطعمة مثل الفاكهة والخضراوات قد تسىء من درجة الإحساس بالرغبة في التدخين.